الدلوعه الاء نائب المشرف العام
عدد الرسائل : 209 العمر : 30 البلد : مصر الوظيفه : سفيرة المزاج : الانترنت تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| موضوع: اللغة العربية (إلى أين؟!!) .. آدم الإثنين مارس 03, 2008 10:04 am | |
| اللغة العربية إلى أين !!!
في ظل ثورة المعلومات التي يشهدها العالم، يسير سيل الأخبار والمعطيات بشكل جارف لا يُلقى فيه بال لمسألة ضبط اللغة التي تتزيا بها هذه المعلومات، وغير خاف على الجميع الطفرة الإعلامية التي يعرفها عالمنا العربي من قبيل تكاثر الفضائيات وتهافت المنابر الإعلامية على استباق الزمن أو مواكبته، وهو ما يجعلها لا تدقق الجانب اللغوي بقدر ما يهمها إيراد المعلومة في زمن قياسي. لذا من واجبنا البحث عن التعابير السليمة التي تحترم قواعد اللغة العربية وأوزان الصرف والاشتقاق وتفادي الحوشي أو الدخيل عليها.
والنكوص عن هذه المهمة سيدفع مجتمع المعرفة في العالم العربي إلى هوة أخرى. ففضلا عن الهوة الرقمية التي يعاني منها العالم العربي من خلال عدم مواكبة الفتوحات العلمية والتقنية التي يفاجئنا بها العالم، سنكون أمام مصيبة أخرى أشد جللا من الأولى تتمثل في إضاعة أصالة اللغة كما وضع الأولون قواعدها.
لقد قدمت الصحافة العربية في بداياتها الأولى أسماء أدباء ساهموا بمقالاتهم التي تنضح بألق العربية الفصحى وأغنت اللغة العربية بتعابير تساير العصر، فكانت الكتابة متعة للخاصة. أما في الوقت الحاضر، فقد استسهلت بعض المنابر الكتابةالصحافية،و صار اللحن و توظيف الدخيل من مميزات الكتابات الصحافية، ومن ثم تحولت الكتابة من متعة للخاصة إلى كتابة أو توجيه للعامة. ولا يخفى ما يحمل هذا التحول من تبعات أساءت للغة العربية السليمة وضربتها في مقتل. ولا يعني هذا الكلام تقرير النخبوية في الكتابة أي مخاطبة النخبة دون العامة، بل المراد هو تلمس جانب وسطي بين هذا وذاك يقضي بأن نحافظ على صفاء اللغة ونورد ما يستقر في أفهام الناس.
لقد أغنت الترجمة، خلافا لما يروجه البعض، اللغة العربية باستعمالات عديدة لكلمات كانت من قبل مقصورة على جانب معين، فصرنا نسمع "المكتب السياسي" فضلا عن المكتب المصنوع من الخشب أو خلافه و"خط الطيران" إضافة على الخط في الهندسة و"شريط الأحداث" و" الشريط السينمائي"و" تسليط الأضواء"، ناهيك عن كلمات أخرى من قبيل "أزمة الثقة"و"أزمة الضمير" و"حمامة السلام"و"القفص الذهبي"و"البرج العاجي"،وهي كلها مصطلحات تؤثث فضاء التعبير اليومي.
لكن الاستعمال المكثف للغة دون الانتباه للسليم من الكلمات والمعاني جعلنا على سبيل المثال نستعمل " تنفس الصعداء" بمعنى الاستراحة وذهاب الضيق والجهد، والحال أنها تعني" معاناة الشدة والعسر"، ونستعمل كذلك " رضخ للأمر" بمعنى انقاد وسلم له، في حين أن الرضوخ في الأساس هو الكسر والقطع. وقد يساير البعض مقولة " خطأ شائع خير من صواب مهجور" على غرار قضية الأمانة ونقل المبنى أو المعنى في الترجمة: هل نريدها(أي الترجمة) شمطاء أمينة أم فاتنة خائنة؟ ومع احترامنا لاختلاف الأذواق والميول، فإننا نقول إن الابتعاد عن ضوابط اللغة العربية في جميع تجلياتها سيمسخ لساننا وسيفضي بنا إلى واد سحيق، ولا يعني التشبث بالقواعد واحترامها منعَ اللغة من التجدد ومن تمثل المفاهيم الواردة علينا، بل يتعين أن تتلمس عملية توليد اللغة وتطويعها جانب الأوزان والقواعد التي وضعها المقعّدون الأوائل.
فمن يمكن أن ينقذ اللغة العربية من الهوة السحيقة التي يقترب منها قطار اللغة ؟؟!
وكيف يمكن ان يكون ذلك ؟؟ | |
|
ملك الاحزان المدير العام
عدد الرسائل : 772 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 02/01/2008
| موضوع: رد: اللغة العربية (إلى أين؟!!) .. آدم الخميس مارس 06, 2008 5:56 am | |
| | |
|